الخميس، 5 فبراير 2009

قبائل هذا القرن

عندما اختلف أهل مكة وشيوخ قبائلها ,أي القبائل التي يكون لها شرف حمل الحجر الاسود ورفعه الى مكانه ,كادوا ان يقتتلوا ويفتكوا ببعضهم ,لان كل قبيلة كانت تريد ان يكون لها هذا الشرف الرفيع ولان كل زعماء القبائل كانوا من أنبل العرب واشرفهم ,ففكروا قليلا وقالوا :نرضى بحكم اول رجل يدخل علينا ,وكان الداخل الى الكعبة "الامين صلى الله عليه وسلم" ولم يكن قد بُعث بعد نبيا ,فرضوا به حكما بينهم لما عرف عنه من الحكمة ورجاحة العقل ,فقد كانت النقطة الاولى والاهم ان القبائل جميعها والتي يتعلق بها هذا الامر رضيت بالحكم.

فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم الا ان اخذ منهم موثقا بان يرضو بحكمه مهما كان,وألا يخالفوه الى غيره والا يقتتلوا فيما بينهم فرضوا جميعا بهذا واعطوه موثقهم,لانهم وثقوا به مع انه كان شابا صغيرا فكانت الثقة بهذا الشاب من اهم عوامل الاتفاق بين القبائل.

ثم انه صلى الله عليه وسلم بسط رداءه ووضعه في الوسط ووضع الحجر في منتصفه ,ثم دعا شيوخ القبائل وطلب من كل واحد منهم ان يأخذ بطرف الرداء ,ففعلوا ,ثم طلب اليهم ان يرفعوا الحجر في منتصفه ,ثم دعا شيوخ القبائل وطلب من كل واحد منهم ان يأخذ بطرف الرداء ,ففعلوا ثم طلب اليهم ان يرفعوا الحجر الى مكانه ,فخرج الجميع الى راضيا مرتاحا لما ناله من شرف.

لم تكن هذه القضية في زمنها بسيطة بل هي اعقد المشاكل التي واجهت هذه القبائل ,والتي كان من الممكن ان تغرق الكعبة بالدماء والمسائل نسبية بالبنسبة للزمن,فعلى جانب الفرس وعلى الاخر الروم :"فعلى اي الجانبين تميل"

ولحرمة الكعبة وحرمة الدماء ,جاءت الحصافة في وقتها لتحل الازمة وتبقي على قبائل الجزيرة موحدة في ام القرى!!

قال تعالى :انما الذكرى تنفع المؤمنين"

وقال سبحانه" انما يتذكر اولوا الالباب"

وقال عز من قائل " انّا انزلناه قرآنا عربيا لقوم يعقلون"

فما اعظمه من قرآن عربي مبين والحمدلله انه عربيا وليس اعجميا يعثر فهمه علينا فهو عربي بلفظه وعمقه.

طل الملوحي

4/2/2009

ليست هناك تعليقات: