صاح هتلر قبل الحرب :"على ألمانيا أن تصدّر انتاجها او تموت"
فأجاب الوزير البريطاني هيدسون:"وبريطانيا أيضا عليها أن تصدّر بضائعها أو تموت"....!
والغريب في الأمر أن هاري ترومان الذي وقع على القاء القنبلة الذرية على اليابان كان ينادي بتسليح اليابان بل كان ينفق 4مليارات دولار على تسليح جيوش "كاي شيك".
حتى قال أحد أعضاء مجلس الشيوخ "هيوج ديلاسي"
في 26 نوفمبر 1945 م "ان سياسة ترومان في الشرق الأقصى ....تمثل منطق الاستعمار الدولاري ....منطق حرب عالمية جديدة ...."!!
ان اوروبا وأمريكا لايهمها بحال من الاحوال أن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط ,بل ان السلام في الشرق الاوسط هو مشكلة حقيقية بالنسبة لأوروبا وامريكا وبالدرجة الاولى هو مشكلة اقتصادية ستنعكس سلبا على شعوب امركيا واوروبا,فالحرب في الشرق الاوسط هي الوقود الذي يجعل مصانع الدول الكبرى في حالة نشاط اقتصادي حيوي ومستمر .
فكم تكلّف غزو العراق للكويت؟
ومن دفع التكلفة؟
وكيف أفرغت التريلونات من خزائن دول البترول!؟
ثم احتلال العراق !
واحتلال أفغانستان ؟
بحجة الحرب على الارهاب ,اذن معامل الاسلحة تعمل بطاقتها الكبرى وحاجة الدول العربية مستمرة ولاتتوقف عن طلب هذه الاسلحة وتخزينها.
ولا نعلم من هو العدو ,لأننا اخترنا السلام خيارا استراتيجيا...!!
ان خصائص المجال الجغرافي في الوطن العربي يقول :انه مسرحا او هدفا باعتباره ملعبا للاستراتيجية والدبلوماسية وهدفا للاعبين على ملعب السياسة الدولية.
ودولة صغيرة كفلسطين هي التي ستكون هذا الملعب وسيمنع عليه وعلى الشرق الأوسط الاستقرار,فوجود اسرائيل من ضرورات اللعبة الدولية على هذه البقعة الصغيرة.
ان القواعد العسكرية الامريكية لم توجد في منطقتنا من اجل ايران التي كانت هي الشرطي الامريكي في زمن الشاه ,فوجودها قديم في المنطقة فمن كان عدوها؟؟
انها السيطرة على مواقع المرور البري والبحري...
كما فعلت قبلها بريطانيا.
ولتهلهل الوضع العربي ,كما وصفه كتّاب امريكا والغرب منذ القرن التاسع عشر ,وعدم يقين الغرب بايجاد قوة عربية فعلية مسيطرة ,ترسّخت عقيدة خلق دولة اسرائيل بشكل قطعي كقوى مسيطرة في المنطقة ,ومخلخلة للوضع العربي بشكل دائم ومستمر ,وبحيث لايسمح بظهور أي قوة عربية مماثلة في المنطقة مهما حاولت .
فالحقبة البوشية المشؤومة بشرتنا باقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة,بوش هذا الذي أشعل الشرق الاوسط وآسيا يريد ان يقيم دولة وينهي الصراع وهو أكثر الناس ايمانا بأنها كذبة سيصدقها العرب وسيسعوا اليها بكل قوتهم وسيترك الكذبة للرئيس القادم ليمشي بها!.
ان اسرائيل تمثل استراتيجية امريكية غربية متحدة الهدف لبقاء حالة الشرق الأوسط على ماهو عليه من شروخ وانقسام وتمزق وفقر وأمية ومنع التقدم ,وحالة حرب لاتنتهي أبدا الا لفترات محدودة تهدق لاعادة الجولة مرة اخرى.
لن يكون هناك سلام وليس باستطاعة أيّ رئيس أمريكي او غيره ان يقيم مثل هذا السلام او يفرضه ,لان أرباب الصناعات وروؤس الاموال لايرضون هذا السلام ,فتتوقف وتعجزآلاف مصانع الطائرات والاسلحة الثقيلة.
فالقوّة مرهونة بميزان التجارة ,الحرب والتجارة,فالثروة هي المصدر الاوحد لقوة الدولة ,فكيف للغرب اذن ان يسمح باستقرار الرق الاوسط وفيه مافيه من الثروات!
اننا نجري وراء سراب السلام ,وراء وهم كبير يعمقوه في شعورنا واؤكد ليس هناك حاكم اسرائيلي واحد فكّر بالسلام بمعناه الحقيقي,بما في ذلك اوسلو منتهية الصلاحية.
لقد ضحك الغرب علينا كثيرا ,ولعب بنا كثيرا ,اما في هذه المرة فسيكون اللعب على مستوى لم نألفه من قبل,فما خطط له منذ عقود سيبدأ بالظهور على موائد المفاوضات المفروضة "والايام بيننا ياعمرو ".
طل الملوحي
2/7/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق