الخميس، 1 يناير 2009

كيف سيطرت الصهيونية

لم يكف الصهيونية التغلغل السياسي بين قادة دول العالم حيث استطاعت بالنتيجة ان تصدر وعد بلفور بدعم امريكي وان تحصل بريطانيا بالمقابل على الاموال اللازمة والمساعدات التي في حاجة ملحة اليها للمضي في حروبها الاستعمارية بل اخذت تمد نفوذها في محاربتها الامم بالسيطرة على رؤوس الاموال وتوجيه الاقتصاد بما يضمن لها الهيمنة على المصارف والاسواق العالمية فاسست لنفسها مراكز قوى في جميع المحافل الدولية وامتد سلطانها ليشمل الثقافة والفنون والاداب وهذا اخطر ماقامت به للسيطرة فاستطاعت ان تشتري الصحافة العالمية وان تسيطر على الشركات الوثيقة الصلة بالصحافة كشركات الاعلان كما سيطرت على شركات النشر والتوزيع واتبعت ذلك بالسيطرة على هيئات الثقافة العالمية وكانت السيطرة على هذه الوسائل كافية لتمكن الصهيونية من السيطرة على الكتّاب والقرّاء معا بالاضافة الى ايجاد طرق جديدة للربح !
وهكذا اتيح للصهيونية التدخل بكتاب الادب والاجتماع والترويج لمذاهب فكرية وفنية تروج للفكر الصهيوني على اعلى المستويات بل ان افكارها المضللة في ميادين الثقافة والعلم زادت انتشارا ولاقت رواجا بين الكثيرين منه المستنيرين والمثقفين وكانها حقائق لاتقبل الشك او اراء تقابل بالجد والاهتمام فظهر الكثير من اصحاب المدارس الفنية والمذاهب الادبية والعلمية تتجه نحو الهدم خدمة للحركة الصهيونية.
فمثلا في مجال علم الاجتماع برز اليهودي "دركهايم" الذي عمد الى الحاق نظام الاسرة بالاوضاع المصطنعة وحاول ابطال آثارها في تطور الفضائل والاداب.
وفي الوجودية برز "سارتر" المعروف بتعصبه للصهيونية وجنح الى القول يحيوانية الفرد البشري والجماعة متأثرا بآفات الانحلال الخلقي .
كما ظهرت آراء هدامة جديدة لطبيب يهودي يدعى " ماكس نوردو" اخذ يقسم الاخلاق البشرية الى اخلاق اسرائيلية واخلاق غير اسرائيلية وحرص على التبشير بها مع تطرفه بالالحاد وهو من اشد المتعصبين المناصرين للصهيونية واحد كبار اعوانها وقد شن هجوما كبيرا على الكنيسة الكاثولوكية واتهمها بالتحريض على ذبح اليهود في فرنسا.
هذه لمحة صغيرة جدا عن الصهيونية في جانب مهم من جوانبها فهذه الحركة التي جاءت الى بلادنا تبحث على راس مالها القديم اصبحت تعلم ان القديم قد تبدد وضاع وان حسابها اصبح مكشوفا لشعوب العالم وان حظها ورصيدها لم يبق منه الا القليل مهما عربدت وان العالم المعاصر لم يعد ينخدع باساليبها المعوجة وسياسة الخطل والمطل التي تتبعها.
ان احدا لم يعد يصدق ماتزعمه الحركة الصهيونية وان هذه الحركة الفاسدة لايمكن ان تشكل في لحظة من اللحظات ضمير البشرية وان ارادة الله ستتدخل في اللحظة المناسبة لترد البشرية الى صوابها.

طل الملوحي
1/1/2009

ليست هناك تعليقات: