انعدام التوازن

هل انعدام التوازن السياسي وسيطرة قطب واحد على السياسة الدولية ,يؤدي بدوره الى انعدام التوازن المالي وبالتالي يؤدي الى حدوث كوارث مالية واقتصادية تهز العالم ...؟!

وهل لابد من وجود أكثر من قطب لتسيير السياسة العالمية تفاديا لوقوع الازمات الاقتصادية ,والاضطرابات المفاجئة التي تطرأ على الجهاز الاقتصادي العالمي.

لقد حاول القطب الواحد ان يبني امبراطورية جديدة على انقاض الامبراطورية المنهارة ,فظهر وضوح كبير في التوافق بين الامبريالية الاقتصادية وبين الاستراتيجية كأداة لها ,وقد لوحظ هذا التوافق بوضوح في حجم رؤوس الاموال المستثمرة في الخارج ودرجة انتشار تواجدها العسكري خارج أراضيها.

ولعل ابلغ ماقيل في تصوير العلاقة بين التفوق التجاري والتفوق السياسي ماينحدر الينا عن كتّاب القرن السابع عشر في هذا الصدد:

"ان من يحكم المحيط يحكم تجارة العالم"

"وان من يحكم تجارة العالم يحكم ثروة العالم"

"وان من يسيطر على ثروة العالم يحكم العالم ذاته"

اليس هذا ماسعى اليه القطب الواحد في تسعينيات القرن الماضي؟

حتى ادى ذلك الى تكوين امبريالية مالية ورؤوس اموال فائضة تبحث عن مجالات للاستثمار في الخارج اما عن طريق سلاح المال الخارج واذا لم ينفع هذا فليكن العنف الى جانب امبريالية المال.

اليس هذا مافعلته قوى الرأسمالية ذات المصلحة المباشرة في هذا الاستثمار نحو الضغط على الدولة لدفعها الى التوسع لتهيئة مجالات جديدة..!

ومن ثم فان العلاقة مباشرة بين الامبريالية الاستعمارية وبين حركة تصدير رؤوس الاموال فهبوب رياح الازمة المالية ناتج بالاصل عن العواصف السياسية التي ضربت العالم كله والتي تسببت به السياسة القطبية المنفردة من الناحيتين السياسية والمالية وان خطط ضخ الاموال قد تأتي بنتيجة بسيطة ولكنها في الواقع غير مجدية مالم يترافق ضخ الاموال باصلاح سياسي موازي ومتوازن على الا يكون هذا الاصلاح السياسي رافعة للامبريالية المالية.



طل الملوحي

4/10/2008