السبت، 14 فبراير 2009

بحث حول اليهود

هل الذين يدينون باليهودية أمة واحدة
وهل يمكن أن تكون هناك دولة يهودية؟

ان هذا المقال يعتمد في أساسه على الدراسات الاجنبية التي تبين أن لليهود أصولا متعددة وأنهم لاينتمون الى بني اسرائيل القدماء الا بصلة الدين فقط.
وليس كما يزعم بعض المفكرين المروجين للقومية اليهودية والدولة اليهودية في ان مرد اليهود الى أرض فلسطين العربية .
وقد قام الدكتور لطفي بركات احمد بكتابة دراسة منذ مايقرب من الربع قرن عن اليهود من المنظور الانثروبولوجي وانني سأعرض هذه الدراسة ماأمكن – عسى ان تعم الفائدة المرجوة- وأشكر الدكتور أحمد عبد المقصود لمساعدتي في ترجمتها الى اللغة الانكليزية لنشرها على بعض الصحف الاجنبية.
وكم يطيب لي أن يقرأ المثقفون بالغرب بل الاساتذة والعلماء هذا البحث وان يتعمقوا في دراسة موضوع الدولة اليهودية ليثبتوا الحقائق العلمية والتاريخية فأنا لاأشك في نزاهة العالم والمثقف والموضوعية التي يبحث بها طالما ان ضميره وايمانه العلمي هو المراقب الأوحد.
وعلى ضوء هذا سنحاول في هذه الدراسة المختصرة اثبات ان اليهود ينتمون الى اجناس متعددة وأنهم شعب لاوطن له فالحقيقة المؤكدة هي ان يهود أوروبا من اصل اوروبي وأنهم دخلوا الديانة اليهودية على ايدي مبشرين من اليهود في القرن الثالث قبل الميلاد ,والذين يزعمون ان اليهود المعاصرين ينتمون جميعا الى بني اسرائيل واهمون لأنه لو صح ذلك لكان يهود العالم متشابهون في المنظر والتقاطيع ارتكازا على قانون مندل في الوراثة التي تؤكد على ان الفروع تشبه الاصول في حين ان الدراسات الاستقرائية العلمية على عينات من اليهود المنتشرة في انحاء العالم تؤكد أن بينهم الشقر ذوي العيون الزرقاء والشعر الاصفر وان بينهم السمر ذوي الشعر المجعد في اثيوبيا والسود في جنوب الهند والصفر المغول في الصين ومغزى هذا كله استحالة انحدار كل هذه الطوائف من سلالة جنسية واحدة.
والمتعارف عليه ان اهم الصفات التي يتخذها علماء الانثربولوجيا الفيزيقية كمقياس للتمييز بين السلالات هي طائفة من الصفات الجسدية منها طول القامة او قصرها ,ملامح الوجه شكل الشعر ولونه شكل الرأس والوجه والانف ولون البشرة ولو طبقنا هذا على اليهود المعاصرين لوجدنا بينهم من يتسم بطول القامة او قصرها ففي اوديساوريجا مثلا يتسمون بطول القامة بينما في بولندا يتسمون بقصرها فاذا انتقلنا الى ملامح الوجه نجد انها متفاوتة متباينة بين اليهود المعاصرين ففي دائرة القوقاز تسود السمرة اما شمال افريقيا وبولندا ورومانيا تسود الشقرة كذلك في تباين العيون نجدها عيونا شريطية غائرة بين اليهود والذين يعيشون في الوطن العربي في حين تسود بين اشكنازيم اوروبا العيون المائية الضخمة التي تعبر عن النظرو الحالمة والخبث المكتوم وتأسياسا على هذا كله فانه يمكننا ان نقرر ان تلك الصفات ان دلت على شيء فانما تدل على انعدام اي وحدة بين يهود العالم.
ومن ناحية اخرى فقد زعم بعض المفرضين ان الديانة اليهودية قاصرة على اليهود دون سواهم ,وهذا ضلال مبين ,فقد انتشرت هذه الديانة في كثير من اجزاء الوطن العربي قبل الاسلام بعدة قرون وفي القرآن الكريم اشارة صريحة الى هذا في سورة النمل وفي الآيات التي تروي قصة ملكة سبأ حيث يقول تعالى "قالت ربّ اني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين" النمل الاية "44"
وهذا يدحض دعوى المفرضين ان الديانة اليهودية تخص اليهود وحدهم ومن هنا تؤكد على ان اليهود الذين حملوا الدين اليهودي الى مختلف الاقطار كانوا من اصل فلسطيني فانهم لم يكونوا سوى قطرة في بحر من شعوب وسلالات لاتربطها باليهود رابطة جنسية او سلالية وفي ذلك يقول احد علماء الانثربولوجيا"ان جميع اليهود بعيدون عن الانتماء الى الجنس اليهودي"
مسالك الحراك الاجتماعي اليهودي :
وفي وسعنا ان نقرر ان الحراك الاجتماعي اليهودي قد سلك عدة مسالك متباينة في انحاء العالم يمكننا حصرها على النحو التالي:
أ‌- مسلك شرقي عربي : يمتد من فلسطين شرقا الى العراق ,وغربا الى مصر وبلاد المغرب والبلقان ,ويهود هذا الامتداد مازالوا يعيشون في امان وسلام ويعرفون بطائفة "سفرديم" وكثيرا منهم باسم "موريسكوس" وهو لفظ مشتق من كلمة "المور" التي يطلقها بعض المؤرخين على عرب اسبانيا وشمال افريقيا ويطلقها بعض الانثربولوجييون على سلالة من السلالات البربرية التي تتميز بصفات جسدية منها الوجه البيضاوي الشكل والانف البارز المحدب والتقاطيع المليحة ولعل تسمية اليهود انفسهم بانهم "مور" اي عرب وبربر ردا حاسما على من يزعم ان اليود المعاصرين كلهم ينتمون الى بني اسرائيل.
ب‌- المسلك الثاني هو مسلك حوض نهر الريف
وجماعة اليهود في تلك المنطقة تعرف باسم "الاشكنازيم "وهي تتكلم لغة ييدش وليس مما يقبله العقل او المنطق السليم ان تكون هذه الجماعة مشتقة من بني اسرائيل وفي ذلك يقول "ريبلاي":"ومن المحتمل ان كثيرا من الدم المسيحي قد امتصه اليهود بواسطة الزواج المخالف للقانون من بعض المسيحيين".
ولقد أكدت لنا العديد من الدراسات والبحوث الانثربولوجية عدم انتماء اليهود المعاصرون جميعا الى بني اسرائيل ففي دراسة لفريد ريخ هرتس بعنوان "الجنس والحضارة" أكدت على ان الاختلافات الجسدية الحاصلة بين اليهود المعاصرين مردها الى امتصاص قدرا كبيرا من الدماء الاجنبية وهذه الحقيقة تفسر لنا مانراه اليوم من اختلاف صورهم وتباين افعالهم وتعدد اساليب حياتهم وتأثرهم بالشعوب التي يعيشون في اطارها .
واذا اضفنا الى ذلك عوامل الهجرة الى العالم الجديد وماترتب عليها من تحول كثير من الهنود الحمر والزنوج في امريكا الوسطى والجنوبية الى اليهودية ولاعلاقة لهم جنسيا او دمويا باليهود اصلا بل ومن الادلة القاطعة والمثيرة على مدى اختلاط اليهود وتعدد جنسياتهم وسلالاتهم ماكشفت عنه تجربة النازية في المانيا فقد كان على المرء الذي يبغي اثبات الدم الآري فيه ان يقدم نسبا يخلو لعدة اجيال من العناصر غير الآرية اي اليهودية بالتحديد لكن المفاجأة ان تلك التجربة كشفت ان عددا هائلا من المواطنين الالمان ثبت ان اجدادهم واجداد اجدادهم تجري في عروقهم الدماء اليهودية تماما كما تردد عن ريتشارد فجنر من قبل.
وعلى ضوء هذا كله ربما تؤكد الدراسة الحقائق التالية:
1ـ ان اليهود ليسوا جنسا نقيا وانما هم خليط من اجناس متعددة.
2 ـ ان اليهود لاينتمون جميعا الى الشعب الفلسطيني الذي عاش فترة زمنية على ارض فلسطين.
3ـ تباين الصفات الجسدية بين يهود العالم ولو كانوا ينتمون الى اصل واحد وفي اطار العزلة الاجتماعية التيس عاشوها لأدى ذلك الى تركيز وتثبيت الصفات المشتركة بينهم وتدعيمها.
4ـ ان هناك اختلافات واضحة وظاهرة في الصفات الوراثية بين يهود العالم فمنهم القلاشا ومنهم سكان الحبشة ومنهم الالمان ذوي السحنة الجرمانية ومنهم التامل اي اليهود السود الذين يعيشون في الهند ومنهم الخرز وهم من الجنس التركي.
5ـ ان السياسة البريطانية الصهيونية التي تضمنها وعد بلفور ادت الى انشاء وطن لهم ـ على غير حق ـ في ارض فلسطين العربية ولقد اوضح ذلك تيمبرلي في بحثه بعنوان "تاريخ مؤتمرات الصلح " بقوله "كانت لدى بريطانيا اسبابا خاصة دعتها الى السياسة التي اتبعتها في فلسطين ومنها تغطية قناة السويس من الناحية الشرقية ,هذا الى جانب ماتناله من تأييد اليهود في جميع انحاء العالم "
6ـ ان العالم الحديث ينكر وجود شيء اسمه الجنس الآري بل الآرية ثقافة وليس لها اساس في جنس او سلالة كذلك فان اليهود اخترعوا شيئا لاوجود له اسمه الجنس اليهودي وحشروا فيه سلالات متباينة مع ان اليهودية دين انتشر بين عدد من الاجناس والسلالات التي لا تمت الى ارض فلسطين العربية بأدنى صلة.
وأخيرا فعلى كل يهودي على أرض فلسطين ان يرجع الى المكان الذي أتى منه ,فهناك بلاده ومسقط رأسه وأصله ولاعلاقة له بفلسطين أبدا فهؤلاء ليسوا الا اناسا جمعوا بعضهم على هيئة عصابات وهاجموا تلك البلاد تحت سمع الاستعمار وبصره لتنفيذ مآرب بعيدة المدى بعد ان فقد الاستعمار نفوذه وبعد ان قررت امريكا ان يكون لها قاعدة قوية جدا ومتقدمة في الشرق الاوسط منذ ماقبل عهد هاري ترومان.
المراجع:
- Ruth : B:- Anthropological Mecting – Bos.
- Ton : Houghton misslin : 1959 .pp.305 – 310
- Enc:britmica- ibid : - Moors
- Ens : britanica – Judaism : Vol :13 : p 165

طل الملوحي
14/2/2009

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مرحبا ...
مرور سريع كل الاحترام لك ش و لما خطه قلمك ِ الرائع
مع وافر الاحترام
تحيتي