لنتوقف للحظات عن النظر الى ذروة الهرم بما يمثله من سلطات ثلاث "التشريعية ,التنفيذية,والقضائية" ,
ولنتجه مباشرة بنظرنا نحو القاعدة التي لولاها لما كان الهرم ولاكانت ذروته فتلك القاعدة التي تمثل المجتمع بكامله من جمعيات ونقابات ومؤسسات مدنية........الخ, هذه القاعدة هي التي يجب ان تتواجد فيها الديموقراطية فهي مسؤولية الجميع في هذه القاعدة خاصة ضمن الانشطة الاجتماعية للمجتمع وعليها أي الديموقراطية ان تقطع رحلة طويلة وشاقة تتخطى فيها الكثير من المشكلات والعقبات الموجودة ضمن هذه القاعدة.
فهل يمكن ان تكون هناك ديموقراطية صحيحة مع وجود نسبة كبيرة من الامية ,هل يمكن ان تقوم ديموقراطية مع انعدام انظمة تعليمية سليمة ومتطورة تزود انباء المجتمع بالمعارف وتسلحه بالثقافة والوعي والقدرة على فهم مايجري في بلاده من اقتسام الثروة والسلطة والمنافسة وكيف يمكن لشعب ان يحكم نفسه بنفسه اذا لم يستطع الوصول الى المساواة والفرص المتكافئة وبناء التنظيمات البسيطة التي تتيح له المناقشة الحرة فعلينا اذا وقبل كل شيء ان نهيء لرأي عام يقظ ومؤسسات اجتماعية مستقلة تمارس مثل هذا العدد لتصل بالنتيجة الى فتح النافذة لتعدد الفكر الذي هو المخرج الاساسي من الفردية فلا يكون الوطن مرهونا بارادة شخص او عدة اشخاص.
فلا باس من اقامة تجمعات ثقافية او فنية او اجتماعية تنبت الفكر الديموقراطي في اطر تنظيمية جديدة تخدم هذا الغرض بحث نبحث عن الفرصة المناسبة لربط الافكار بوسائل تحقيقها كان تقام جمعيات اهلية على طول البلاد وعرضها بدعم من المجتمع وبسعة صدر من النظام القانوني
ولا يعني هذا ان نترك راس الهرم الى ما لانهاية بل على الراس ان يفهم المتغيرات التي تحدث في القاعدة ويحاول الاصلاح والتغيير والربط بين الراس وبين القاعدة للوصول الى الديموقراطية المنشودة بحيث تكون هذه الديموقراطية من ضمن قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا فنحن شعب لايحب الاستنساخ ويرفض في ديموقراطيته مايمس بقيمه ومبادئه.
طل الملوحي
21/12/2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق