الاثنين، 1 سبتمبر 2008

رسالة نابليون بونابرت الثانية الى حبيبته جوزفين

3شباط / فبراير 1796)
لا يمر يوم دون ان أحبك ,ولاتمضي ليلة دون ان اضمك بين ذراعي لا
اتناول كاس شاي دون ان ألعن المجد والطموح اللذين يبعداني عن روح
حياتي ,في وسط اعمالي ,وعلى راس جيشي ,وبينما اتجول بين خيام
العسكر ,ان معبودتي جوزفين تسكن وحدها قلبي وتشغل افكاري
وعقلي اذا ابتعدت عنك بسرعة نهر (الرون) فلأنني ارغب ان اعود اليك
في اسرع وقت .واذا استيقظت في وسط الليل واكببت على العمل
فلكي ارقب موعد لقياك.
ورغم هذا فانك تخاطبينني في رسالتك الاخيرة بصيغة الجمع فتقولين
(انتم) لا (انت ) ايتها السيئة ! كيف امكنك ان تكتبي هذه الرسالة ؟ كم
هي باردة ؟ثم ماذا عملت من تاريخ 23 الى 26 ؟ خلال الاربعة ايام هذه
لم تكتبي الى زوجك ,اه منك ياصديقتي ؟ان مخاطبتك لي بصيغة
الجمع وهذه الاربعة ايام جعلتني اندم على لامبالاتي القديمة والويل
لمن يكون السبب ؟
فلتكن عقوبته وعذابه مثل عقوبتي وعذابي (انتم ) (انتم) ان صيغة
الجمع هذه تعذبني واذا كنت تخاطبينني الان بصيغة الجمع فماذا
سيكون شأنك بعد 15 عشرة يوما ؟ان نفسي حزينة .ان قلبي عبد .ان
مخيلتي ترعبني .ان حبك لي قد خف وسوف تنتابك السلوى ,سياتي
يوم تتوقفين فيه عن حبي
قولي لي الحقيقة هكذا على الاقل اشعر انني استحق تعاستي ,
وداعا ياامرأة حياتي ,وداعا ياعذابي وسعادتي واملي وروح حياتي ,
وداعا ايتها التي احبها واخافها وتبعث في العواطف الناعمة وتدفعني
الى الطبيعة والى تصرفات عنيفة مثل البركان والرعد . انني لا أطلب
منك لا حبا ابديا ولا اخلاصا ولكن اطلب منك الحقيقة والصراحة بلا حدود
اذا جاء يوم وقلت لي (لقد قل حبي لك) ان هذا اليوم سيكون نهاية
الحب في قلبي او نهاية حياتي . واذا بلغ قلبي من الانحطاط بحيث
يحب بلا مبادلة حب فأنني سأقضمه بأسناني . جوزفين ! جوزفين !
تذكري ما قلته لك احيانا (ان الطبيعة جعلت نفسي قوية. اما انت فقد
جعلت الطبيعة من القماش والغاز . هل توقفت عن محبتي ؟ اغفري
لي يا روح حياتي ! ان قلبي مشغول بكامله بك تساوره مخاوف
تجعلني تعيسا . انني منزعج لأنني لا ادعوك باسمك . انني انتظر ان
تكتبي لي . الوداع ! آه ! اذا كنت اصبحتي تحبينني اقل من الماضي
فهذا يعني انك لم تحبينني ابداً . وفي هذا الوضع استحق الشفقة )
(نابليون)
ملاحظة لقد تغيرت الحرب هذه السنة . اعطيت الجيش اللحم والخبز
والعلف . ان فرقة الخيالة المسلحة سوف تتقدم قريبا . ان جنودي
يظهرون لي ثقة لا توصف . انك وحدك تعذبينني . انك وحدك لذة والم
حياتي . قبلة الى اولادك الذين لا تخبريني شيئا عنهم وكيف تحدثينني
عنهم مادام هذا الامر يضطرك الى اطالة رسالتك ضعفين ؟طبعاً ! ان
زوارك في الساعة العاشرة صباحا لن يتمتعوا برؤياك . هذه هي المرأة

)

ليست هناك تعليقات: