الثلاثاء، 1 سبتمبر 2009

القدس : من طمس معالمها الاسلامية الى طمس عروبتها

لا شك أن ثمة خطر متزايد يهدد مدينة القدس ,نتيجة لاستمرار الحفريات الاسرائيلية فيها ,ولايخفى على أحد أن القدس هي واحدة من أهم مدن العالم التي يتابع العالم أخبارها ...بسبب الوضع السيئ للمدينة ,الذي تعيشه منذ 1967 م ,وبسبب الانتهاكات الصارخة لتاريخ وهوية هذه المدينة.
ولكن القدس الشامخة أبدا ,تعودت على مثل هذه الانتهاكات حيث تعرضت مرات لمثل ذلك وعبر تاريخها الطويل ,حتى انها اشتهرت باسم "اورشاليم" أو "يور شاليم " وقد تعودنا ان نترجمه الى "مدينة السلام " والحقيقة ان لفط اورشاليم او يورشاليم تعني مدينة اله الظلمات "عندما تكون منتهكة الحرمات" اما اسم "مدينة السلام " فهو لفظ اطلقه عليها العرب.
واليهود يعلمون حقيقة "شالم او شاليم "ولذلك نجدهم يلحقون اسم القدس به فيقولون "اورشاليم القدس".
ومنذ سقوطها عام 1967 بدؤوا ينشطون في اعمال الحفر والتنقيب املا منهم في الحصول ولو على اثر واحد يثبت بالكاد مرور حضارة عبرية من ذلك المكان وأكثروا من اعمال الحفر خاصة في منطقة القدس القديمة "العربية" صاحبة التاريخ القديم.
وقد انعكس هذا الواقع على العمارة الاسلامية والعربية في المدينة ولكن نحن لانسكت أبدا!!
فنشجب ونستنكر فترتجف اسرائيل من قادتنا العظام , ان يقظتنا كاملة فعلا!هناك حقيقة تقول ان بعضهم عاش في فلسطين ولكن في احضان حضارة كنعانية وليس في ظل الترويج لحضارة عبرية لم يكن لها وجود عبر التاريخ وهذا مااجمع عليه الكثير من علماء العالم.
وهذا لايقال من فرط انفعال عربي او غيرة دينية , انما يقال من واقع ترجمة الاخبار التاريخية الى حقائق علمية بهدف الوصول الى حقائق تنطق بها الاحجار والنقوش والعمائر والتي هي نتاج حضاري عربي قبل الاسلام وبعده في المدينة المقدسة ,نتاج حي لو احسن القارىء قراءة الآثار.
ان مدينة القدس لم تستخدم عاصمة دينية يهودية بل كانت حسب رواياتهم عاصمة سياسية وهو امر له دلالته اذ ان العواصم السياسية في التاريخ القديم والحديث كانت بعيدة عن العواصم الدينية كوضع مكة ووضع الفاتيكان ,ولكن اليهود من اجل مركز ديني تجتمع حوله قلوبهم واهدافهم اخترعوا قصة العاصمة السياسية والدينية في نفس الوقت.
ولم يدفع اليهود بهذه الفكرة الا مؤخرا ورغبة في اثبات وجودهم السابق والمؤثر في المدينة.
كل النصوص تشير الى ان سليمان عليه السلام لم يسع او يحاول ان يجعل من المعبد مركزا مقدسا ولا عاما ,بل اكثر من ذلك ان كل الشواهد ايضا تشير الى انه كان معبدا خاصا ,حتى ان المذبح كان صغيرا جدا لدرجة انه لم يتسع للمحرقات وشحوم الذبائح بالاضافة الى ان هذا المعبد لم تكن له بوابة مخصصة لدخول العامة.
ان علماء الآثار اليهود يعرفون كل تلك الحقائق قبل الشروع في الحفريات ولكنهم رغم ذلك يستمرون فيها لعل الزمن يحل المشكلة بالنسيان او بتقادم الاحتلال وطرحه كأمر واقع ,ويستمرون ايضا بهدف آخر هو تخريب كل المقدسات الاسلامية والآثار العربية والمسميات العربية وازالتها من المدينة تزييفا لما فيها من تواجد حضاري ثابت ,لقد كان العمل في السابق يجري بطيئا بعض الشيء اما الآن فبوتيرة سريهة مترافقة مع الاستيلاء على المنازل وطرد السكان.
فلا يجب ان ننسى مثلا ماحصل لعقار باب الحديد الأثري ,اذ بعد ان قامت دائرة الاوقاف بترميم هذا الاثر في 31/8/1975 بسبب تصدعه نتيجة حفريات قام بها رجال الآثار اليهود ,قامت البلدية الصهيونية بحفريات عميقة بجوار العقار وتركتها لفترة طويلة لتمتلىء بمياه الامطار مما تأثرت معه جدران العقارفتصدعت وتهدمت والاخطر من ذلك هو تصدع كل عقارات الاوقاف الملاصقة لهذا العقار وهذا هو الامر المستهدف.
لقد قامت اسرائيل مابين عام 1968 و 1974 بأخطر الحفريات وهي خمسة :
حفريات المرحلة الاولى أسفل الجزء الغربي من الحائط الجنوبي لمنطقة الحرم الشريف ,وهو يشمل جزءان الحائط الجنوبي للمسجد الاقصى عام 68
في المرحلة الثانية سنة 1969 بدأ العمل اسفل جنوب الحائط الغربي من نهايته حتى باب المغاربة.
اما المرحلة الثالثة من الحفريات بدأت 1970 حتى 1974 اسفل شمال الحائط الغربي ايضا من قرب باب السلة حتى قرب نهاية الحائط شمالا.
وفي المرحلة الرابعة قامت اعمال الحفر سنة 1974 اسفل الجزء الشرقي من الحائط الجنوبي ليشمل المنطقة اسفل المسجد الاقصى والباب المزدوج والباب الثلاثي .
اما المرحلة الخامسة فقد بدأت في نفس العام سنة 1974 واتخذت مسارا آخر ...غاية في الخطورة باقامة الانفاق العريضة اسفل الجدار الجنوبي وليتخذ مسارات طويلة تمتد لمسافات بعيدة جدا اسفل الحرم مما يهدد عمارته بشكل واضح وهم بذلك اقاموا اربعة انفاق عريضة وهي مكلفة جدا والمردود صفر فقد عثروا على مدلولات عربية واسلامية ولم يعلنوا عن ذلك.
وهاهو العمل مازال مستمرا واسرائيل تزيد تماديا في طرد السكان من بيوتهم في القدس ويستبدلون اسماء المناطق العربية باخرى يهودية ,وتقتحم باب المغاربة وتزيل وتطمس حتى لايكون هناك لمدينة من ماض او هوية.
اتمنى ان تعقد قمة عربية اسلامية من اجل مدينة عربية اسلامية ذات شأن ,لاتناقش فيها خلافات الدول العربية المشهورة ,قمة تناقش وضع القدس فقط لنرى مايفعل قادتنا الابطال من اجل الحفاظ على القدس عربية اسلامية كما حفظها لهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن بعده صلاح الدين.



طل الملوحي
2009-08-29

ليست هناك تعليقات: