الأحد، 14 ديسمبر 2008
أحجية الثقافة والمثقف
سؤال لازلت دائما أطرحه على نفسي : هل من العوامل الرئيسية التي أدت الى تخلفنا على الرغم من تطور وسائل العصر الى حد مذهل ورغم وصول هذه الوسائل الينا هو انحسار النهضة الثقافية والفكرية في بلادنا ,وعدم قدرة مجتمعنا الارتفاع الى مستوى الثقافة والفكر الذي يتطور في العالم بشكل مستمر ,وهل يمكن لمجتمع او امة أن تبني حضارة حقيقية مزدهرة بدون ثقافة؟
ان الثقافة في ابسط تعريفاتها هي معرفة مايدور ومايجري من حولنا في هذا العالم ,وهذه المعرفة لاغنى لنا عنها اذا مااردنا مواكبة مسيرة التطور من النواحي العلمية والاقتصادية والاجتماعية ,فالتقدم في الاصل يبنى على اساسين :التطور في العلوم التطبيقية ,والارتقاء في العلوم الانسانية.
ولكن مايجري في مجتمعاتنا وبلادنا العربية ان الميزانية التي تكرس من اجل الثقافة ,او كم المال الذي ينفق على المعارف لايؤهلها لبلوغ مرحلة النضج والتطور الحضاري اللازم بل مايجعل في النفس غصّة أن آخر مايفكر به المسؤول العربي هو الثقافة ودورها في التراكم المعرفي وانضاج المجتمع وتاهيله للتقدم.
ولعله يجهل ان الثقافة والثقافة وحدها هي التي تملك القدرة وتخلق الحوافز اللازمة والقوية لمحو الامية في مجتمعاتنا وهي القادرة على اصلاح التعليم وتطويره وهي التي ترقى بكل صاحب فن في فنه وبالتالي تصبح الثقافة ضمن مجموع القيم التي يقوم عليها المجتمع نتيجة تحرك الفكر وماتبعثه به من جهة وشغفه بما يجتمع لديه من ثقافات ,فتضعه امام معرفة بلا حدود وامام قدرة عالية في مواجهة وحل المشكلات التي تواجه المجتمع من جهة اخرى.
فالوهن الثقافي في بلادنا جعلنا في غياب بل في غيبوبة عن افاق المستقبل واستشراقه ,فساد الفن الرخيص المبتذل والفكر الموجه وانصراف المثقفون عن القضايا الرئيسية وقضايا العصر الى امور بسيطة وثانوية وهذا مالم يحدث في اشد ظروف مجتمعاتنا ظلمة.
فلم يعد المثقف يبحث عن افضل السبل والوسائل للارتفاع بالمستوى الثقافي والبحث عن افضل الاساليب لنشر الثقافة والوعي فبعد ان كان للثقافة الدور الاساسي في بناء وحدة الفكر العربي تراجع هذا الدور واخذت مكانه السياسة التي انعكست على الروابط العربية فقطعت اوصال الثقافة ووصفت الحدود والقيود على حركة الفكر قبل حركة المواطن, فاصبح الكاتب او الفنان مقيدا بقيود الانظمة التي يعيش في كنفها فلا يستطيع ان يحلق بنقده او ابداعه الى ان اصبح هامشيا بكل معنى الكلمة مع شعور كبير بلمرارة والسخط والكبت لان المجتع لم يعد باستطاعته ان يفيد من مساهمات هذه الطبقة وابداعاتها فالافكار تبقى حبيسة ولاتجد طريقها للتطبيق وها ايضا جعل المثقف يشعر بالعبثية والانفصال بين الكاتب والقارىء والمجتمع .
واخطر مايؤثر على الكاتب او الفنان ان انتاجه لم يعد يعينه على مطالب الحياة فهو يعاني من ازمة اقتصادية فجهده الفكري لم يعد يحقق له الحد الادنى ليعيش فالعمل الثقافي في ذاته مكلف للفرد العادي فكيف لمن تثقله اعباء الحياة ان يفكر وينتج ويبدع .
ويندر الان وجود الكاتب الذي يقدم رسالة حرة كريمة مقدسة في ظل التحديات الاقتصادية التي يعيشها.
ان مشكلة الثقافة والكاتب والفنان والكتاب مشكلة كبيرة في مجتمعنا العربي وتحتاج الى رفع الوصاية عنها ووضع خطط ثقافية تشترك فيها كل المؤسسات ذات الصلة سعيا الى التكامل واعادة الاعتبار للدور الثقافي وان يتقدم مرة اخرى على الدور السياسي عسى ان نبدأ بعصر نهضة جديد يؤدي بنا الى السير في الطريق الصحيح.
طل الملوحي
14/12/2008
هناك تعليق واحد:
عندما أنام أحلم أنني أراك ... بالواقع وعندما أصحو أتمنى ان أراك ثانية ...في أحلامي
23/12/29 08:23:54 م
احبكـ وأنت ما تدري ان جيت لجل اصارحكـ بحبي ألاقي الخجل دائما ضدي وان جيت ابكتب لكـ عن شعوري اتجاهكـ يرجف بالقلم يدي هل هو خوف او خجل ولامكانتكـ غاليه عندي صدقني يا عمري انا احبكـ وراح احبكـ وانت ما تدري... وراح اكتب في عيونكـ شعر... وماني بكاتب في اخر الشعر اسمي خوفي لايخطر ببالكـ وتسالني عن المقصود في اشعاري.... ارجع واخبي عنكـ حبي وودي واقول كاتبها من نفسي لنفسي
إرسال تعليق