يقول أهل الأمثال :"نريد أن نجلسكم بين الناس وتريدون أن تجلسوا بين الأحذية"!!
هذا هو حال اسرائيل أراد الغرب أن يصنع منها دولة ,تتمتع بكل ماتتمتع به الدولة من صفات ومقومات ,وضُغط على العرب بكل الوسائل ليعترفوا بهذه الدولة ضمن خطة عودة الأراضي المحتلة وحل اقامة الدولتين وافق العرب تحت هذا الوابل من الضغوط ولكن اسرائيل بطبيعتها الصهيونية التوسعية وسايكولوجيتها التي تدعو الى السيطرة ’تحاول ان تتهرب من أي التزام اتجاه العالم ,أو اتجاه السلام ,فالسلام لايمت بصلة الى التعاليم الصهيونية بل ان الصهيونية قامت على الارهاب المتنوع "ارهاب الدولة بما يحمل من ارهاب عسكري واجتماعي واقتصادي" فاسرائيل طبقت كل ماقامت به النازية بل زادت عليه الجدار الافعى والعزل المماثل للمعتقلات النازية وتفوقت في عنصريتها على العنصرية التي كانت سائدة في جنوب افريقيا ,وان قصف غزة فاق في عنفه ووحشيته قصف هتلر للعاصمة البريطانية!
حتى البابا بالرغم من وجع قلبه الشديد على المحرقة وحزنه العميق على شاليط المسكين وعائلته المعذبة !!شهد بمعاناة الفلسطينيين !!!!
فهل رأيتم رحمة اكثر من هذه من قبل البابا والعالم الغربي؟
هاهو الكاتب الاسرائيلي "آلان داوتي" يقول في ختام كتابه "الدولة اليهودية والقرن المقبل" ,,,(لايوجد طريق لاستمرار احتلال اسرائيل للأراضي العربية الا اذا قامت بما كان يقوم به النازي في الاراضي التي احتلتها قواته خلال الحرب العالمية الثانية فتلجأ الى التطهير العرقي والترحيل الجماعي "الترانسفير" فهذا مايستحيل القيام به في ظل عصر ادوات الاتصال الحديثة ).
وعندما تبدل الرأي العام العالمي وهو يشاهد على شاشات التلفزيون عمليات القتل والعقاب الجماعي وقصف البشر والحجر واقتلاع اشجار الزيتون وحصار المدن واهانة المقدسات ,بدأت صحوة الضمير الشعبي العالمي فقامت اسرائيل فورا باشهار سلاحها المعروف واتهمت الجميع بالتمييز ومعادات السامية والبكاء والنواح على المحرقة!!!!!
ان قادة اسرائيل لا يزالون يتبعون قول بن جوريون ,,,
"انه يمكن اخضاع الفلسطينيين من خلال استخدام القوة الفائقة لاسرائيل ".
ولذلك نرى ان ممارساتهم ليس لها اي حدود او ضوابط دولية او اخلاقية وهذه الصفات لاتنطبق الا على القراصنة والعصابات الدولية المنظمة .
هذه هي اسرائيل تستغل سياسة المطرقة التي تهوي على رؤوس العرب كل مااتيحت لها الفرصة المواتية !!
ان غض نظر الدول الغربية واغماض الطرف عن الارهاب الاسرائيلي الذي يتمثل الان وبشكل خاص بتهويد القدس والتهجير وحصار غزة وقيام اسرائيل بما لم يتوقعه احد وبما يفوق التصورات العربية من تجاهل لكل الاتفاقات الدولية والاصول المرعية سوف يؤدي الى كارثة عالمية متعددة الجوانب وان بوادرها قد بدأت وليست بخافية على احد.
لقد جاء ضمن احد التعريفات التي اعلنتها الولايات المتحدة للارهاب هو استخام العنف بدوافع دينية فماذا يعني الاعتراف بيهودية الدولة ؟
وتحت اي اسم تهود القدس؟؟
صحيح ان المتطرفين يظهرون في كل جماعة البشرية ولكن المتطرفين الصهاينة يسيطرون على القرار في اسرائيل ....ويسجل "اسرائيل شاحاك " استاذ الكيمياء في الجامعة العبرية واحد دعاة حقوق الانسان في كتابه الذي يتناول موقف اليهود من "الاغيار " اي غير اليهود قائلا :(تعرض التاريخ المعروف لحذف الحقائق اليهودية الموجعة فالخصوصية اليهودية تنطوي على الشك والعداء لغير اليهود وهي تجنح بطبيعتها للعزلة ,ولذا تقوم الكيبوزات وبعدها المستوطنات كمؤسسات عنصرية مغلقة ,حتى ان التراث التلمودي يرى ان علاج غير اليهودي حرام حتى اذا كان مقابل اجر وينصح بدفع الاغيار الى البئر للتخلص منهم ويوصي بعدم اخراج من يسقط منهم في البئر )!
ويذكر شاحاك في كتابه التاريخ اليهودي "ان القوانين الاسرائيلية تتسم بالتفرقة العنصرية في مجالات ثلاث ,حق الاقامة ,حق العمل ,وحق المواطنة ,ويؤكد الحاخام "اليعازر فيلدمان "لايمكن ان نستكمل عملية استرداد الارض بأي طريقة سوى الحرب !!
ان التقليب في صفحات التطرف الصهيوني يبعث على الرعب ولن يجد الباحث حدودا لهذا التطرف فهل تعرفت الشعوب الغربية والمثقفون الغربيون على هذه العصابة وهل سيبقى الغرب على موافقة من هذه العصابة ؟؟
طل الملوحي
17/5/2009
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق