قد تكون النوايا صادقة ,ولكن هل تكفي النوايا وحدها لاصلاح ماأفسده أصحاب الايديولوجيات الفوضوية التي الحقت بالشرق الاوسط على وجه الخصوص وبالعالم أجمع أفدح الضرر؟
لقد جاء الرئيس اوباما يحدوه امل كبير في التغيير والاصلاح وقد شكل ادارة قوية تماثله في هذا التوجه واستطاع ادارة الدفه وتوجيه البوصلة نحو هذا الاتجاه ,كما استطاع تنفيذ العديد من الامور الهامة الموحية ,وبدأ بأمور أخرى طرح بعضها في خطبه ,كجعل العالم خاليا من الاسلحة النووية ,فاتفاقية الحد من انتشار الاسلحة النووية تنتهي بعد بضعة اشهر بين روسيا والولايات المتحدة وستبدأ الدولتان بسالت جديدة للتخفيض من ترسانيتهما هذا امر جيد, ولكن هل البداية صحيحة؟
ان امريكا وروسيا دولتان مستقرتان نوويا ومسيطرتان على ترسانيتهما فهما ليستا بمكان الصراع النووي والبداية ليست من امريكا وروسيا بل على امريكا ان تبدأ وفورا من منطقة الصراع الاكبر والاخطر في العالم الا وهو منطقة الشرق الاوسط.
فالبداية يجب ان تكون من اسرائيل ومن ترسانة اسرائيل فالشرق الاوسط لايملك الان قنابل نووية ولكن تحسبا بدأت بعض الدول في التفكير النووي الجدي واحد الدول المتاخمة قد اصبحت قاب قوسين او ادنى من انتاج القنبلة النووية ,ولن تتوقف ابدا عن التفكير في انتاجها هذا ان لم تكن قد باشرت في انتاجها طالما ان اسرائيل تمتلك هذه الترسانة ففرض العقوبات على دولة وغض النظر عن عصابة هذا مايجعلنا نتساءل هل الادارة الجديدة قادرة على حل الصراع؟
ان معظم مصالح امريكا على المدى المنظور والمتوسط على الاقل تتركز في منطقة الشرق الاوسط وفيها ايضا بدأت تبرز السنة النار من تحت الرماد وهي جاهزة لتحرق الاخضر واليابس فماذا تنتظر هذه الادارة؟
قد تكون الادارة صادقة ولكن يبدو ان ادارة ومؤسسة المشروع الصهيوني اقوى بل اكاد اقول انها شريكة في الحلم فالادارة الامريكية لاتملك مصارفها ورؤوس اموالها في حين ان الادارة الصهيونية تتحكم بمعظم المفاصل المالية والاقتصادية في امريكا!
ومع ذلك اقول اذا كانت االادارة الامريكية جادة في خلق الاستقرار في الشرق الاوسط فعلى دبلوماسيتها ان تقف وتعلن ذلك بشكل واضح وسريع وفعال على الارض بدل تضييع الوقت فيما يقوله ب ب او ليبرمان او ايهود باراك!
فكل المعالجات التي تقوم بها الادارة الامريكية لاتزال قاصرة وغير مفهومة بل ان معالجتها لاتقترب من المشكلة الرئيسية .
ان الادارة تحاول ان تعالج الفروع وتترك النبع الذي تتسرب منه المشكلة فالمشاكل الاقليمية حول الشرق الاوسط لايمكن حسمها ومعالجتها قبل معالجة الاسلحة النووية في اسرائيل ومعالجة حل الدولتين على اسس الشرعية الدولية.
نعم , لنفترض صدق الادارة وحسن نواياها بالتغيير فماذا ستفسر الشعوب العربية تهديم المنازل في القدس الشرقية وترحيل سكانها منها والحصار والتجويع والجرائم التي يضيق المجال بحصرها ماذا ستفسر الشعوب العربية صمت الادارة هذه؟وكيف ستفهم الدعم الذي يقدم لاسرائيل وحكومتها المتطرفة؟
ان امريكا تعامل اسرائيل كمن يغضب من صاحبته ثم يقول في نفسه "وعين الرضا عن كل عيب كليلة ....."
لقد اصبحت اسرائيل مشكلة عالمية بل عاهرة عالمية يجب ايقافها وليعلم العالم ان مشاكله ستبقى قائمة مادامت العاهرة الصهيونية تنتقل من بيت دعارة الى آخر.
طل الملوحي
2/5/2009
هناك تعليقان (2):
اليس عيبا ان تقولي عاهرة وبيت دعارة // اسرائيل لا تتهم العرب بالعهر كما تفعلين بل بالغباء والجهل .. وقد تكون صدقت فعلا
وكما يقال عاهرة على المكشوف احسن من عاهرة على المستور.وأسفاااااااه
الكاتبة العزيزة طل ,,,
من أجل أن تثبت الدولة العبرية وجودها فإنها تسعى دائماً وبثبات إلى تحقيق تفوق استراتيجي .... وهذا الكيان العبري لا يجد وسيلة لبقائه الاّ بتحوله بالكامل إلى ثكنة عسكرية ,وبامتلاكه السلاح النووي , حيث ذهب إلى تطوير البرامج النووية التي تستخدم للأغراض العسكرية وصناعة القنابل الذرية وهو سلام رد ودفاع لاهجوم
لذلك احتمال تفكيكه يستحيل
شكرا لك
إرسال تعليق