لاشك ان الغاية الأساسية من القانون هي تنظيم الحياة في المجتمع بطريقة يضمن لها وجودها وتقدمها وامنها,اي ان القانون يعمل الى ارساء الاسس الصحيحة التي يقوم عليها المجتمع,ثم يعالج مقومات الحياة فيه على النهج الذي يتفق مع ظروفه وحاجياته.فالقانون اذا ضروري لحياة الناس كالماء والهواء حيث انها لايمكن ان تقوم بغيره.ولما كانت الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بحياتنا غير ثابتة,بل انها تتبدل وتتغير ولاتستقر على حال واحدة ,كان لابد للقانون من ان يتبدل ويتغير حتى يستمر متسقا معها.فالقانون في ذاته ليس غاية وانما هو مجرد وسيلة تستهدف اسمى الغايات واجلها واعظمها خطرا,اذ يستهدف تمكين حياة الناس من ان تقوم ومن ان تتهذب وترقى وتتقدم ,وهو في اداء تلك الوظيفة يتمشى بالضرورة مع ظروف الجماعة وحاجياتها ,فان تغيرت تلك الظروف والحاجيات كان لزاما على القانون ان يتغير بدوره حتى يظل متجاوبا مع نوع الحياة التي نعيشها ,والا قام عقبة امام سير حياتنا وتقدمنا.ولابد من قيام الدولة من رسم الاسس التي تقوم عليها ,والقانون يتولى هذا الامر ويطلق على مجموع القواعد القانونية التي تستهدف اداء هذه المهمة"الدستور".فالدستور فرع من فروع القانون يقرر الاسس التي تقوم عليها الدولة ,وهو لهذا يعتبر اسمى القوانين مكانة ولا يصح لاي قانون اخر ان يخالف احكامه.
طل الملوحي14/7/2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق