الخميس، 31 يوليو 2008
المجاعة والسكان
ليس بغريب ان نسمع بعض علماء الديموجرافيا يتحدثون عن قرب وقوع كارثة انسانية من اعظم طراز,,لاتقل فظاعة عن الكارثة الذرية التي تتهدد عالم اليوم ,بل لعلها أشد خطرا وانكى اثرا ,وتلك الكارثة هي المجاعة الشاملة ,التي لاتفني آلاف البشر في ثانية واحدة كما تفعل الاسلحة النووية ,بل تدمرهم تدميرا مقسطا ,,الموت ارحم منه,ولا تقضي عليهم الا بعد ان يفترس بعضهم بعضا في صراع ضروس ,من اجل القوت.
فهل نعجب بعد هذا ان نرى طائفة من كبار العلماء والمفكرين متشائمون؟
وهل نعجب ان نجد مفكرا كبيرا من طراز (جواهر لال نهرو )يبشر في بلاده بتحديد النسل؟, وان ترى طائفة من الحكومات تقر دعاة ضبط النسل على وجوب تعليم البالغين وسائل منع الحمل في مراكز الصحة العامة؟؟
والذي يزيد الطين بلة ان مشكلة السكان لاسبيل الى حلها الا بطريق واحد هو زيادة الانتاج الغذائي في العالم كله وفي أقطار العالم كل على حدة,فالتنمية الصناعية مهما كان دورها في رفع مستوى المعيشة فهي في حد ذاتها لاتتجاوز ان تكون صفرا كبيرا ضخما اذا نحن نظرنا الى مشكلة اطعام العالم في مجموع .
فتصنيع بلد من البلاد,مهما زاد ثرواتها القومية ودخلها القومي فهو لن يقلل عدد الافواه الآكلة للطعام فيها ,واختصار الايدي العاملة في الريف بادخال الزراعة بالآلات ,اي مايسمى مكننة الزراعة ,لن يختصر عدد الآكلين او يختصر حاجتهم الى الطعام.
ولقد يحسن التصنيع والزراعة بالألات تغذية السكان في بلد ما او يحافظ على مستواهم الغذائي رغم تكاثرهم ,من طريق آخر هو طريق التبادل التجاري فبمصنوعاتهم يستطيعون ان يستغنوا عن تصدير قوتهم باستيراد مصنوعات الغير ,وبمصنوعاتهم يستطيعون ان يستوردوا من الغير مايحتاجون اليه من طعام .
ولكن النهضة الصناعية في بلد ما او في العالم كله لاتحل مشكلة الطعام اذا نظرنا الى العالم ككل وانما تعيد توزيع الاستهلاك الغذائي على كرة الارض,وهي خطوة لازمة بغير شك ولكنها لاتغني عن زيادة انتاج المواد الغذائية في العالم كله .
والحقيقة ليس هناك حاجز بين الانسان ومافي الطبيعة من خيرات لاحد لها الا مايضعه الانسان لنفسه من نظم سياسية واقتصادية ولو وجهنا المجهود البشري الى الانتاج السلمي يستطيع الانسان استنباط الغذاء من اقل البقاع ,ومضاعفة الانتاج الحيواني والنباتي.
طل الملوحي
28/7/2008
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق